Wed, Apr 24 2024 ٢٤ أبريل ٢٠٢٤

إطلاق قاعدة بيانات عالمية للوقود الأحفوري في محاولة لتعزيز الشفافية

أطلقت مؤسسة Carbon Tracker ومقرها لندن ومنظمة Global Energy Monitor غير الحكومية ومقرها سان فرانسيسكو بشكل مشترك سجلًا عالميًا للوقود الأحفوري يُقال إنه أول قاعدة بيانات عامة تتناول إنتاج الوقود الأحفوري واحتياطياته في جميع أنحاء العالم.

At the oil field, the oil pump is running, blue sky and white clouds

أُطلقت قاعدة البيانات قبل وقت قصير من قمة المناخ السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف التي ستُعقد في شرم الشيخ، مصر خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وهي مخصصة لتعزيز الشفافية ومعالجة فجوة البيانات من حيث إنتاج الوقود الأحفوري والانبعاثات ذات الصلة، وفقًا للوكالتين.

سيتضمن السجل، عند إطلاقه، على بيانات لأكثر من 50000 حقل في 89 دولة، تغطي 75% من الإنتاج العالمي، وفقًا لـ Carbon Tracker وEnergy Monitor. وفي تقرير صدر يوم الثلاثاء، ذكرت الوكالتان إن السجل هو المحاولة الأولى لإنشاء مستودع عالمي لإنتاج الوقود الأحفوري واحتياطياته وتقدير الانبعاثات المرتبطة به في سياق سيناريوهات الطلب على الطاقة وتوقعاته.

وقالت الوكالتان إن سياسة التغير المناخي ركزت حتى الآن على خفض الطلب على النفط والغاز والفحم واستهلاكها، لكنها تجاهلت إمدادات تلك الأنواع من الوقود.

وقال تقرير مصاحب لعملية الإطلاق:”والنتيجة هي أن بإمكان البلدان أن تضع أهدافًا لخفض استهلاك الوقود الأحفوري مع

مواصلة تصدير الانبعاثات إلى بلدان أخرى – وفي بعض الحالات بأحجام أكبر بكثير مما تستهلكه محليًا”.

وقالت الوكالتان إن اتفاق باريس، على سبيل المثال، لا يشير حتى إلى إنتاج الوقود الأحفوري، على الرغم من حقيقة أن مثل هذه الأنواع من الوقود تمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية. وﻻحظتا أيضًا أن الوكالة الدولية للطاقة (IEA) قد استبعدت إمكانية تطوير حقول جديدة وإن بعض الحقول القائمة ستخرج من الخدمة في وقت مبكر إذا أريد للعالم أن يحد من اﻻحترار إلى 1.5 درجة مئوية.

وأدى التركيز على خفض الطلب إلى إيجاد فجوة كبيرة في الشفافية حول ما تنتجه البلدان من الوقود الأحفوري الآن وفي المستقبل، وكيف سيؤثر ذلك على ميزانية الكربون العالمية المتبقية، وفقًا لـ Carbon Tracker وGlobal Energy Monitor. وتتعلق ميزانية الكربون بكمية انبعاثات غازات الدفيئة التي يمكن أن تنبعث على مدى فترة من الزمن من أجل البقاء على المسار الصحيح لحدود الاحترار العالمي، على سبيل المثال هدف 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاق باريس.

وأشارتا إلى افتقار صانعي السياسات والمجتمع المدني إلى بيانات مستوى الأصول اللازمة لإدارة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، بينما تفتقر الأسواق إلى المعلومات اللازمة للتنبؤ بالأصول التي من المرجح أنها أصبحت منعزلة. وقد أُنشئ السجل لسد هذه الفجوة في البيانات، وفقًا للوكالتين. وبمرور الوقت، سيتم توسيع نطاق السجل ليشمل، على سبيل المثال، الضرائب والعوائد المرتبطة بموجودات محددة، التي قد تدخل في صنع القرار بشأن كيفية إدارة التخلص التدريجي من إمدادات الوقود الأحفوري.

احتياطيات ضخمة

تُظهر البيانات الجديدة أن من شأن إنتاج احتياطيات العالم وحرقها أن يولّد أكثر من 3.5 تريليون طن من انبعاثات غازات الدفيئة، وأكثر من سبعة أضعاف ميزانية الكربون المتبقية لهدف الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية وأكثر من جميع الانبعاثات الناتجة منذ الثورة الصناعية، وفقًا لـ Carbon Tracker وGlobal Energy Monitor.

وقالتا في بيان مصاحب للتقرير “إنها تُظهر، من بين أمور أخرى، احتفاظ كل من الولايات المتحدة وروسيا باحتياطيات كافية من الوقود الأحفوري لتفجير ميزانية الكربون العالمية بأكملها، حتى لو توقفت جميع البلدان الأخرى عن الإنتاج على الفور”. وأشارت إلى أنه من بين 50000 حقل مشمول بالسجل، فإن أقوى مصدر للانبعاثات هو حقل الغوار النفطي في المملكة العربية السعودية، الذي ينتج ما يقرب من 525 مليون طن من انبعاثات الكربون كل عام.

والبيانات الواردة في السجل مجمعة من مصادر حكومية ومصادر من القطاع الخاص. كما أنها تصنف البلدان على أساس الانبعاثات والبيانات المرتبطة بها.

وأشار التقرير، على سبيل المثال، إلى أن احتياطيات المملكة العربية السعودية من الوقود الأحفوري تقارب ضعف ما يمكن أن تتوقع إنتاجه في ظل سيناريو العمل كالمعتاد حتى عام 2050. للوصول إلى صافي الانبعاثات الكربونية، سيتعين على المملكة العربية السعودية ترك ما يقرب من 70% من الاحتياطيات المؤكدة في الأرض. وعلى نحو مماثل، في أستراليا، سيؤدي سيناريو محايدة الكربون بحلول عام 2050 إلى بقاء أكثر من 50% من كل الاحتياطيات في الأرض على الرغم من أن هذا السيناريو قد ينطبق على الفحم وليس على النفط والغاز.

من المرجّح أن تواصل الصين، أكبر دولة مصدر للانبعاثات، إنتاج الفحم بشكل كبير في منتصف القرن. وقال التقرير إن حجم الانبعاثات يجعل محايدة الكربون تستلزم ما يقرب من 200

جيجا طن أقل من انبعاثات غازات الدفيئة مقارنة بالقاعدة الحالية للاحتياطيات – ما يقرب من نصف

ميزانية الكربون العالمية المتبقية – للوصول إلى سيناريو 1.5 درجة مئوية مع احتمال 50%.

وفي حديثه عند إطلاق السجل في نيويورك يوم الاثنين، قال مارك كامبانالي، مؤسس Carbon Tracker ورئيس اللجنة التوجيهية للسجل، إن البيانات ستساعد في منع الاستثمارات في الأصول العالقة في المستقبل. وقال كامبانيل إن من شأن هذا أن يساعد في معالجة “خطوط الأنابيب وآبار النفط غير الضرورية”، مضيفًا أن البيانات ستساعد المنظمين على اتخاذ قرارات أكثر عقلانية.

أشارت بيرجيت شفينك، المديرة العامة للطاقة في وزارة الشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الألمانية، إلى أن العالم “بعيد جدًا عن مسار 1.5 درجة مئوية” وأن بيانات التوريد المجمّعة في السجل كانت “بمثابة تحذير”.

ويتزامن توقيت إطلاق البيانات مع التحضير لمؤتمر قمة الأمم المتحدة السابع والعشرين المعني بتغيّر المناخ (COP27) الذي سيُعقد في شرم الشيخ، مصر، في تشرين الثاني/نوفمبر. كما يأتي في وقت تكون فيه إمدادات الطاقة العالمية محدودة بالنظر إلى تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأشارت شفينك إلى أن الحكومة الألمانية تعرضت للانتقاد بسبب إعادتها للمحطات التي تعمل بالفحم للمساعدة في معالجة قضايا أمن الطاقة على المدى القصير. ولكن الحكومة التزمت بالهدف المتمثل في التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2030، مضيفة أننا “وضعنا شروطًا واضحة لانقضاء المدة” لإغلاق مصانع الفحم التي أُعيدت من الاحتياطيات مؤخرًا والتي من المقرر أن تعمل حتى عام 2024.

 

xxxxxxx