Sun, May 5 2024 ٥ مايو ٢٠٢٤

دراسة: خط أنابيب الهيدروجين الخليجي الأوروبي قابل للتطبيق

قال خبراء باحتمال أن يمثّل خط أنابيب الهيدروجين من دول الخليج إلى أوروبا أحد أكثر الخيارات المطروحة تنافسية من حيث التكلفة وسط أهداف لاستيراد 10 ملايين طن من الوقود إلى أوروبا بحلول عام 2030 كجزء من أهداف انتقال الطاقة.

A hydrogen pipeline traverses a grassy field (Photo credit: Marvin/Adobe Stock)

يمكن للبلدان بما في ذلك قطر والمملكة العربية السعودية ومصر توفير مزيج من الهيدروجين الأزرق والأخضر إلى أوروبا بتكلفة محسوبة للهيدروجين الذي يتم تسليمه (LCDH) من 2.3-2.7  يورو/كجم على التوالي بحلول عام 2030، مع انخفاض الهيدروجين الأخضر أيضًا إلى 2.3 يورو/كجم على المدى الطويل، وفقًا لدراسة نشرتها في يونيو شركة التفتيش والاعتماد RINA وشركة AFRY الاستشارية.

وتمثل تكاليف النقل عبر خطوط الأنابيب حوالي  1.2 يورو/كجم.

 

ووفقًا للدراسة، يمكن لخط الأنابيب، الذي تقدر تكلفته بـ 28 مليار يورو، أن ينقل 100 تيراواط في الساعة أو ما يقرب من 2.5 مليون طن من الهيدروجين سنويًا، مع إمكانية زيادة توسيع السعة من خلال إضافة خطوط أنابيب إضافية ذات خصائص تقنية مماثلة.

 

ومن بين الطرق المحتملة أن يمر خط الأنابيب عبر المملكة العربية السعودية ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط وصولًا إلى اليونان. ومن هناك، يمكن نقل الهيدروجين إلى الشمال إما عبر إيطاليا أو عبر دول أوروبا الشرقية.

 

تهدف أوروبا إلى الوصول إلى 10 ملايين طن سنويًا من إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 كجزء من استراتيجيتها للهيدروجين. وفي الوقت نفسه، ستحتاج إلى استكمال الإنتاج المحلي بالواردات لتلبية الطلب المتوقع.

 

ومن المتوقع أن تصبح المناطق الجغرافية بما في ذلك أمريكا الجنوبية وأفريقيا الموردين الرئيسيين للهيدروجين إلى أوروبا في العقود المقبلة.

 

وتشير الدراسة إلى أنه إلى جانب تلك المناطق، من المقرر أن تصبح منطقة الخليج منتجًا عالميًا رائدًا للهيدروجين الأخضر والأزرق والأمونيا وغيرها من المنتجات التركيبية، والتي يمكن تصدير جزء منها إلى أوروبا.

 

قال أندريا بومباردي، نائب الرئيس التنفيذي المسؤول عن استراتيجية التقنيات منخفضة الكربون في RINA لـ Gas Outlook ، إن بإمكان الدول ومن بينها قطر والمملكة العربية السعودية الاستفادة من كل من احتياطياتها من الغاز الطبيعي وكذلك القدرة المتجددة على إنتاج الهيدروجين المتجه إلى أوروبا.

 

وقال إنه على الرغم من احتمال نقل الهيدروجين في البداية بشكل سائل عن طريق السفن، فإن خط الأنابيب سيسمح بنقل “كميات كبيرة من الهيدروجين بأسعار تنافسية، على غرار ما يحدث للغاز الطبيعي مقارنة بالغاز الطبيعي المسال”.

 

وسيسح، علاوة على ذلك، بتدفق مستمر للوقود.

كان خط الأنابيب المحتمل الذي يجلب الغاز الطبيعي إلى أوروبا من دول شرق البحر الأبيض المتوسط مطروحًا على الطاولة لبعض الوقت حيث تتطلع أوروبا إلى تنويع تدفقات إمداداتها على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

 

ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن خط أنابيب الهيدروجين سيوفر بديلاً قابلاً للتطبيق للغاز الطبيعي والهيدروجين المنقول عن طريق السفن.

 

وأضاف أنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لا يفكر حاليًا في تقديم إعانات لهذا النوع من المشاريع، فقد يتم اعتبارها جزءًا من استراتيجية الاتحاد الأوروبي الأوسع لتعزيز اقتصاد الهيدروجين.

 

خط أنابيب الهيدروجين الأكثر قدرة على المنافسة

 

وقالت فلور دي لا كروز، المحللة البحثية الرئيسية للهيدروجين ومشتقاته في وود ماكنزي، لـ Gas Outlook: “توجد العديد من المشاريع واسعة النطاق في مصر والشرق الأوسط التي ستستفيد” من خط أنابيب الخليج – أوروبا، مما يجعل الهيدروجين المستورد من هذه الجغرافيا من بين الأكثر تنافسية.

 

وقالت بشكل عام، “يُعدّ نقل الهيدروجين عبر خط الأنابيب أحد أرخص الطرق لنقل الهيدروجين”.

 

وأضافت باحتمال أن تكون تكاليف النقل من خلال خطوط الأنابيب منخفضة بحدود 0.20 – 0.50 يورو/كجم للهيدروجين “بدلاً من مضاعفة تكلفة الهيدروجين تقريبًا في حالة نقله عن طريق السفن مثل الأمونيا أو السائل أو الميثانول”.

 

وفي الوقت نفسه، لا تزال التحديات المتعلقة بالطلب على الهيدروجين قائمة حيث “لا يزال مطورو خطوط الأنابيب يفتقرون لصورة واضحة”.

 

وأضافت قائلة إن المطورين “يرغبون في رؤية اتفاقيات شراء صارمة قبل الالتزام بتطوير خط أنابيب الهيدروجين” ويواجهون تكاليف رأسمالية عالية بالإضافة إلى مشكلات التصاريح المحتملة “.

 

وبشكل عام، “بدأت المنافسة الإقليمية في سوق الهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتشكل للتو… وقال المحلل الجيوسياسي بوتوند فيليدي لـ Gas Outlook: “ستكون هناك حاجة إلى تقييم واقعي لمدى سرعة تطور جانب الطلب في أوروبا، ومدى تأثير الوعي المتزايد حول أمن سلسلة التوريد على تسليم الهيدروجين، من الإنتاج إلى التسليم”.

 

وأضاف أنه من بين الدول المنتجة في منطقة الخليج، فإن “قدرة الهيدروجين الأزرق والأخضر في المملكة العربية السعودية هائلة” بينما “ستجعل بنيتها التحتية وخبرتها الحالية بالفعل التحول (إلى إنتاج الهيدروجين) أسهل مقارنة بالدول التي تدخل السباق للتو في حزام الشمس”.

 

التوترات الجيوسياسية

 

ومن ناحية أخرى، على الرغم من تراجع حدة التوترات الجيوسياسية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة مما يجعل مشروع خط الأنابيب أكثر جدوى “سيظل مشروع خط الأنابيب هذا يتنافس مع الخطط الإسرائيلية لتصدير المزيد من الوقود الأحفوري وربما الهيدروجين لاحقًا إلى أوروبا من الحقول البحرية بقدر ما يتنافس مع الاكتشافات الواعدة في جميع أنحاء قبرص”.

 

وعلاوة على ذلك، “غالبًا ما كانت سيناء نقطة ساخنة للجماعات المتطرفة في مصر، مما يشكل نوعًا من المخاطر على أي مشروع بنية تحتية كبير يمر عبر سيناء إلى بورسعيد”.

 

وقال إن قطر من ناحية أخرى تُعدّ في “أفضل وضع لدخول إنتاج الطاقة الزرقاء” بما في ذلك الأمونيا والهيدروجين “نظرًا لأن بنيتها التحتية القديمة للوقود الأحفوري والأراضي الأصغر مقارنة بالمملكة العربية السعودية تخلق مسارًا أقوى – للاعتماد على استخدام احتياطيات الوقود الأحفوري المتبقية”.

 

وأضاف: “تعهدت قطر بالدخول في إنتاج الأمونيا الزرقاء مع بناء منشأة بحلول عام 2026″ و”ستساعد تقنية تخزين الكربون قطر على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عندما لا تزال تعتمد على احتياطياتها من الوقود الأحفوري”.

 

وقال إنه على مستوى جيوسياسي أوسع، “شكّل الشرق الأوسط أهم منطقة لمبادرة الحزام والطريق، من حيث التناسب… وليس من الواضح بعد إلى أي مدى سيقع إنتاج الهيدروجين في منطق بناء الكتلة الجيوسياسية وكيف ستؤثر المنافسة الأمريكية الصينية على تعاملات الدول الثالثة في قطاع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا وتؤثر عليها”.

xxxxxxx