Sat, Apr 27 2024 ٢٧ أبريل ٢٠٢٤

الهيدروجين الأخضر: ألمانيا تنضم إلى مشروع H2Med (هيدروجين المتوسط) لكن المخاوف تتصاعد

لإعطاء دَفعة كبيرة للهيدروجين الأخضر الأوروبي، صرحت ألمانيا أنها ستنضم إلى فرنسا وإسبانيا والبرتغال في مشروع خط أنابيب رئيسي جديد.

Manufacture of steel pipes for the subsea gas pipeline in the factory

في دفعة كبيرة للهيدروجين الأخضر، ستنضم ألمانيا إلى فرنسا وإسبانيا والبرتغال في مشروع خط أنابيب سيسمح لها بالاستفادة من الهيدروجين الأخضر منخفض التكلفة، لكن النقاد يحذرون من أن المشروع قد يتحول إلى أصل مهجور وسط حالة من الغموض بشأن التكاليف والطلب والغرض.

كان من المقرر أن يبدأ عمل خط أنابيب H2Med (هيدروجين المتوسط) المقام تحت سطح البحر، في البداية لجلب الهيدروجين الأخضر من إسبانيا والبرتغال إلى فرنسا في عام 2030، لكنه سيمتد الآن إلى ألمانيا، وتم الإعلان عن ذلك في نهاية اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي الألماني في 22 يناير.

من الممكن أن يصل الإنتاج المحلي للهيدروجين في إسبانيا إلى 2-3 ملايين طن بحلول عام 2030، منها مليوني طن متري مخصصة للتصدير عبر خط H2Med (هيدروجين المتوسط)، وهو ما يمثل حوالي 10% من الاحتياج الأوروبي في عام 2030، وفقًا لعرض تقديمي بواسطة شركة TSO Enagas الإسبانية.

يجري تطوير عدد من المشاريع في شبه الجزيرة الأيبيرية حول المراكز الصناعية الإسبانية الرئيسية مثل تاراغونا وبويرتولانو وهويلفا وميناء الجزيرة الخضراء وكذلك في المجمع الصناعي في سينيس في البرتغال.

من المتوقع أن تكون واردات الهيدروجين من إيبيريا أرخص من إنتاج الهيدروجين المحلي في ألمانيا على أساس تكلفة متوازنة “بمجرد أن تصبح شبكة الأنابيب ومشاريع التحليل الكهربائي والطلب على الهيدروجين المتجدد جاهزة”، وفقًا لما صرحت به أنيس غانبولد، رئيس الأبحاث وأسواق الطاقة العالمية والهيدروجين في شركة أورورا لأبحاث الطاقة لمجلة Gas Outlook.

من المتوقع أن تكلف واردات خط الأنابيب من إسبانيا 3.5 يورو/كجم على أساس التسليم، مقارنة بتكلفة 4.5 يورو/كجم للهيدروجين الألماني المحلي، وفقًا لتقديرات شركة أورورا لأبحاث الطاقة.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يزداد الطلب المحلي على الهيدروجين ومشتقاته في ألمانيا خمسة أضعاف ليصل إلى 2500 تيرا واط في الساعة بحلول عام 2050، مما يعني على حد قولها إن “ألمانيا لن تكون قادرة على تلبية هذا الطلب باستخدام العرض المحلي وحده”.

ذكر فلور دي لا كروز، كبير محللي أبحاث الهيدروجين والتقنيات الناشئة في Wood Mackenzie، أن خط أنابيب H2med (هيدروجين المتوسط) “سوف يشق طريقه عبر المنطقة الوسطى غير المأهولة إلى حد كبير في إسبانيا التي تتميز بإشعاع شمسي جيد للغاية يربط منطقة هيدرجين ذات التكلفة منخفضة المستوى (LCOH) مع هذه المراكز الصناعية الرئيسية” مما يساعد على معالجة “مشكلة اختناق اتصال الشبكة التي يواجهها المطورون عند محاولة تحديد موقع أجهزة التحليل الكهربائي في المنشآت الصناعية” وذلك في حديثه لمجلة Gas Outlook.

بهذه الطريقة “يمكن وضع أجهزة التحليل الكهربائي في مكان واحد مع المصادر المتجددة ويمكن نقل الهيدروجين بدلاً منها”.

ومع ذلك، يخاطر مشروع H2Med (هيدروجين المتوسط) بأن يصبح أصلًا مهجورًا وسط ارتفاع التكاليف والغموض بشأن الغرض منه، كما حذرت من ذلك آنا ماريا جالر ماكاريفيتش، محللة الطاقة الأوروبية في معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA).

تقدر تكلفة المشروع بنحو 2.5 إلى 3 مليارات يورو، وقدم المشروع طلبًا لإدراجه في قائمة المشاريع الأوروبية ذات الاهتمام المشترك (PCI)، التي من شأنها أن تسمح له بالوصول إلى التمويل العام للمشاريع الخضراء.

رغم ذلك، من المتوقع استخدام خط الأنابيب كخط أنابيب للغاز الطبيعي في البداية، مما يخلق مسارًا للغاز الطبيعي المسال المستورد إلى إسبانيا والبرتغال باتجاه فرنسا وألمانيا.

صرحت أيضًا أنه في حين أن الإطار الزمني للمشروع يشير أنه لن يساعد في معالجة أزمة الطاقة الحالية، فإن التكاليف المرتفعة لتحويل خطوط أنابيب الغاز إلى هيدروجين، إلى جانب الغموض بشأن الطلب المستقبلي على الغاز والهيدروجين الأخضر يمكن أن يحول مشروع H2Med (هيدروجين المتوسط) إلى أصل مهجور يدفع ثمنه المستهلكون.

في الوقت نفسه قال دي لا كروز “على الرغم من ملفات المشاريع القوية في كل من إسبانيا والبرتغال، هناك أيضًا طلب محلي قوي [على الهيدروجين] – مما يحد من فرص التصدير إلى فرنسا وألمانيا”.

التدفقات من شمال أفريقيا

في ضوء هذه الخلفية، من الممكن أن يصبح خط الأنابيب استراتيجياً لتدفقات الغاز من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وإلى الغرب.

أضاف: “تزود الجزائر إسبانيا حاليًا بالغاز الطبيعي، وسيسمح مشروع H2Med (هيدروجين المتوسط) للجزائر بالاستفادة من سوق الاتحاد الأوروبي غرب جبال البرانس الذي كان يتعذر الوصول إليه في السابق”.

في حين أن الدولة لم تعلن عن مشاريع الهيدروجين فإنها “ستواصل دفع صادراتها من الغاز الطبيعي خاصة وأن خطي أنابيب المغرب العربي وميد غاز يواجهان خطر أن يصبحا أصولًا مهجورة”.

في غضون ذلك، “سيأتي الضغط لتحويل خطي أنابيب المغرب العربي وميد غاز إلى هيدروجين من المغرب” مع تطوير الدولة لعدد من مشاريع الهيدروجين بما في ذلك مشروع آمون الذي يستهدف إنتاج 1.5 مليون طن متري سنويًا من الهيدروجين.

وواصلت حديثها: “من الممكن أن يفتح خط أنابيب H2med (هيدروجين المتوسط) الباب أمام بناء خط أنابيب في المغرب لربط إمكانات شمال أفريقيا بالطلب في أوروبا.

وسيعتمد المفتاح حول احتمالية تحويل خطوط الأنابيب هذه من خطوط أنابيب غاز طبيعي إلى هيدروجين على الوضع السياسي في شمال إفريقيا.”

تعد فترة التشاور لقائمة المشاريع الجديدة ذات الاهتمام المشترك (PCI) مفتوحة حاليًا حتى 16 مارس.

في حين أن المشاريع ذات المصالح المشتركة مؤهلة للحصول على تمويل بموجب مرفق التواصل الأوروبي (CEF) التابع للاتحاد الأوروبي، فإن هذا شرط مسبق لكنه ليس ضمانًا للتمويل من مرفق التواصل الأوروبي، حسبما أخبر المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مجلة Gas Outlook.

يخصص برنامج مرفق التواصل الأوروبي الجديد للفترة من 2021 إلى 2027 ميزانية إجمالية قدرها 5.8 مليار يورو لقطاع الطاقة.

بينما يشمل هذا الهيدروجين، فإن مشاريع الغاز الطبيعي لم تعد مؤهلة للحصول على تمويل.

Continue reading

أكمل القراءة

xxxxxxx