Thu, May 2 2024 ٢ مايو ٢٠٢٤

في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28)، خففت الإمارات العربية المتحدة موقفها، والآن يجب على المملكة العربية السعودية أن تحذو حذوها

لا تزال المملكة العربية السعودية شوكة في ظهر مؤتمر المناخ الثامن والعشرين. ولم يتبق سوى حل واحد، وهو أن تستضيف دولة الخليج النفطية مؤتمر المناخ الخاص بها، وأن تواجه التدقيق العالمي كما فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة.

Delegates chat before a plenary begins at COP28 in Dubai (Photo credit: Sophie Davies/Gas Outlook)

لقد كانت الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر المناخ (COP28) دون أدنى شك صعبة، ولكن هناك شيء واحد أصبح واضحًا مع اقتراب محادثات و مجهودات الأمم المتحدة في دبي من نهايتها: و هو أن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بدت في بعض الأحيان أنها نقيض ما هو مطلوب لدفع المناخ إلى الأمام.  فقد اتجهت و تحركت نحو موقف دبلوماسي أكثر اعتدالا.

ومع ذلك، لا تزال نظيرتها في الشرق الأوسط، المملكة العربية السعودية، راسخة بقوة في المعسكر المؤيد للوقود الأحفوري، ويقال إنها كانت الصوت الأكثر قوة الذي يحاول عرقلة التوصل إلى اتفاق عالمي لإنهاء الوقود الأحفوري مع وصول المفاوضات إلى ذروتها.

وهذا ليس مفاجئًا تمامًا: فقد كانت المملكة النفطية العملاقة أكبر عائق أمام التقدم في محادثات المناخ التي تجريها الأمم المتحدة منذ ثلاثة عقود. ما يثير الدهشة هو أن هذه الدولة النفطية الخليجية لم تلحق بمعظم دول العالم (بما في ذلك الصين) في إدراك الحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمنع ظاهرة الاحتباس الحراري، خاصة وأن المملكة العربية السعودية كانت تضع نفسها بشكل متزايد في الآونة الأخيرة كدولة منفتحة ومتطورة.

التكتيكات السعودية “تشمل إدخال كلمات في مسودات الاتفاقيات تعتبرها الدول الأخرى حبوبا سامة؛ والتباطؤ في تنفيذ بند يهدف إلى مساعدة البلدان الضعيفة على التكيف مع تغير المناخ؛ تنظيم انسحاب في اجتماع جانبي؛ ورفض الجلوس مع المفاوضين الذين يضغطون من أجل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، بحسب مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وكان الخط السعودي خلال المفاوضات خلال عطلة نهاية الأسبوع هو الاحتجاج على ما يلي: “لقد أثارنا مخاوفنا المستمرة بشأن محاولات مهاجمة مصادر الطاقة بدلاً من الانبعاثات”، حسبما جاء في تقرير لصحيفة واشنطن بوست. وهذا يعني أن المملكة العربية السعودية تستخدم حجة قديمة مفادها أن الوقود الأحفوري لا يمثل مشكلة، ولكن انبعاثات الكربون هي المسؤولة، وأنه يمكن التعامل معها من خلال احتجاز الكربون وإزالته. وهي حجة تتحدى أكوام الأدلة التي تشير إلى أن أداء مشاريع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه يكون ضعيفًا في كثير من الأحيان.

من جانبها، كان لدولة الإمارات العربية المتحدة شرط متقلب. وقبل بدء المحادثات، كشفت وثائق مسربة إلى بي بي سي أن فريق الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كان لديه خطط لمناقشة صفقات النفط والغاز مع 15 دولة، وكان على استعداد “لتقييم الفرص الدولية للغاز الطبيعي المسال” في موزمبيق وكندا وأستراليا. وبعد بضعة أيام، جاء الكشف المفاجئ بأن رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، سلطان الجابر، قال إنه “لا يوجد علم” لدعم التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري لإبقاء الانحباس الحراري العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية – أعقبه تراجع سريع عن تلك التعليقات.

ولكن مع اقتراب المفاوضات من ساعاتها الأخيرة، خففت الإمارات العربية المتحدة موقفها بشكل ملحوظ. إن عناد المملكة العربية السعودية أمر محرج بالطبع بالنسبة للجابر – الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإماراتية أدنوك – وقد نصب نفسه قبل المحادثات على أنه قادر على جلب الدول الغنية بالنفط وشركات النفط والغاز إلى الاتفاق معاً.

وقال الجابر يوم الأحد: “أريد أن يأتي الجميع على استعداد للتحلي بالمرونة وقبول التسوية. لقد طلبت من الجميع ألا يأتوا بأي تصريحات معدة مسبقاً، ولا مواقف محددة. أريد حقًا أن يرتفع الجميع فوق المصالح الشخصية وأن يبدأوا في التفكير في الصالح العام.

وقال: “لدينا فرصة فريدة، إنها فرصتنا لتحقيق نتيجة تعتمد على العلم الذي يقوده العلم ومجهز بالعلم الذي سيبقي 1.5 درجة مئوية في متناول اليد”، مضيفًا: “الفشل، أو عدم إحراز تقدم أو التخفيف من طموحي ليس خيارًا. ما نسعى إليه هو الصالح العام”.

كما عقد الجابر بالأمس “مجلسا” لجميع الدول، وهو اجتماع يعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة ويتخذ شكل مؤتمر للحكماء.

ويبقى أن نرى ما إذا كان توتر دولة الإمارات العربية المتحدة حقيقي أم مجرد صورة تشعر بأنها مضطرة إلى إبرازها بينما تراقبها أعين العالم، لكنه يمثل تحولاً كبيراً على الرغم من ذلك. ولا يمكن للعالم أن يتحرك إلى الأمام إلا عندما تمر المملكة العربية السعودية بنفس التحول، وربما يكون تحقيق ذلك أسهل من خلال استضافة مؤتمر الأطراف نفسه في المستقبل غير البعيد.

Continue reading

أكمل القراءة

xxxxxxx